بسم الله الرحمن الرحيم
لقد هدف الدين الإسلامي ومنذ قيامه إلى تنظيم الحياة الإنسانية ووضعها داخل منهج عملي علمي من أجل الرقي بالجنس البشري إلى أعلى المراتب وصولاً إلى سعادة الدنيا والآخرة والبعد عن كل ممن شأنه أن يحقر النفس البشرية ويؤدي بها إلى التهلكة ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالي تحذيراً للمسلمين يوضح رأي الدين الإسلامي تجاه كثير من المواقف التي يتعرض لها المسلم قال تعالي :
( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فما كان فيه هلاك لنفس المؤمن وجب تركه وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى ... وهنا نضع سؤالاً يكون مدخلاً لبحثنا هذا هل المخدرات تودي للتهلكة والاجابة تكون واضحة وسريعة لكل من تسأله .. أن المخدرات تؤدي لكل أنواع الهلاك فالخمور والمخدرات مؤدية لهلاك النفس والعقل والدين والنسل والمال وهنا تتجلي عظمة الدين الإسلامي الذي جعل المحافظة على النفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية فحذرنا من الاقتراب من دائرة المحرمات والابتعاد عن دائرة الشبهات ، لأن الخمور والمخدرات تؤدي لهلاك المجتمع واقتصاده وهي تشجيع على الفجور والفسق والرذيلة والإباحية وتؤدي لفعل كل الانحرافات السلوكية والاجتماعية وتؤدي إلى تقويض العلاقات الاجتماعية والإصابة بالأمراض الجسمية والنفسية وتؤدي لإثارة العداوة والبغضاء والحقد والصد عن ذكر الله وتعطيل الصلاة . وقد ثبت أن الأحكام الصادرة عن الشريعة الإسلامية كلها تشمل مصالح العباد فكل الأمور التي شرعها الإسلام في القرآن الكريم والسنة فيها مصالح حقيقية للناس ... ونتيجة لعمق الشعور الديني لدى أغلبية المسلمين في الدول المسلمة فإن الكثير منهم يمتنع طواعية عن شرب الخمر على الرغم من أن الخمور متوفرة في كثير من الدول المسلمة وتقوم حكوماتها بإباحة الخمور وإباحة إنشاء مصانع للخمور وتعتبر أن ذلك من أحد إنجازاتها الوطنية رغم أن هذه الحكومات مسلمة وتعرف أن الإسلام قد حرم الخمور تحريماً تاماً تعاطياً وتجارة ... ومن هنا برزت مجموعات كبيرة من المؤسسات والناس التي أصبحت تنادي بإباحة المخدرات بمختلف أنواعها وحجه هؤلاء كيف يباح الخمر وهو محرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية وتحرم المخدرات رغم كونها أخف ضرراً حسب زعمهم الخاطئ .. فكل من الخمور والمخدرات مفسدة وضلال وسنري أن تحريم المخدرات محرم كتحريم الخمر .... وأن ضررها كبير ويوازي ضرر الخمر بل وأكثر ضرراً في أحيان كثيرة .
كيف ذكرت الخمر في القرآن الكريم ؟