بركان ثائر في الجزائر ضد الصهاينة

2004-2009, Arabic Radio of Islamic Republic of Iran
وليد التلمساني مراسلنا من الجزائر

ينتاب الشارع الجزائري شعور قوي بالثورة والغضب، حيال العدوان الصهيوني على سكان غزّة ولكنه أيضا حيال حكومته التي تمنعه من التعبير عن ما يجري في الوجدان في الشارع، بسبب قانون محل انتقاد من جميع القوى السياسية، يحظر المظاهرات المدن خاصة العاصمة.

إعتقلت قوات الأمن الجزائرية عددا مجهولا من الأشخاص شاركوا في العاصمة في مسيرة تضامنية مع سكان غزّة بعد صلاة الجمعة 2 يناير الحالي، من بينهم علي بن حاج الرجل الثاني في "جبهة الإنقاذ" المحظورة.
وقد انطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة حاشدة من مسجد "الباقون على العهد"، بالضاحية الجنوبية للعاصمة رفع خلالها المئات من المصلين شعارات منددة بالعدوان العسكري على غزّة. وقاد الحشود من المسجد إلى ملعب كرة القدم بالمنطقة، الرجل الثاني في "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" علي بن حاج الذي لم يتوقف منذ اليوم الأول من العمليات العسكرية، على دعوة مرتادي المساجد على التظاهر في الشوارع وجمع المال لسكان غزّة على سبيل التضامن معهم.
وانتشر رجال الأمن بكثافة فور خروج المصلين إلى الشارع، وطوقوا المنطقة ومنعوا المتظاهرين من التقدم. وحاول بن حاج إقناع ضباط الشرطة بفسح المجال للمسيرة لكي تواصل طريقها نحو وسط مدينة القبة التي تعد معقلا للإسلاميين. لكن قوات الأمن أبدت تصميما على تفريق المتظاهرين، الذين كانوا مصرين على التقدم فوقعت مناوشات بين الطرفين أسفرت عن اعتقال بن حاج وعدد من المتظاهرين. وحتى آخر النهار كان قيادي "الإنقاذ" لايزال في محافظة الشرطة.
وعبَّر أحد المتظاهرين عن استيائه من الغلظة التي تعامل بها رجال الأمن معه، وصاح في وجه شرطي قائلا:"إننا لم نخرج ضد الرئيس بوتفليقة، وإنما خرجنا للتنديد باليهود قتلة الأنبياء والأطفال فلماذا تمنعونا؟".
وفي حي بلكور الشعبي بالعاصمة، معقل الإسلاميين أيضا، خرج المئات من المصلين من مسجدي "ابن خلدون" و"خالد بن الوليد" في مسيرة قدر متابعون حجمها بثلاثة آلاف شخص. وقاد المسيرة إمام المسجد الأول الذي قرأ خطبة نارية ألهبت مشاعر المصلين، ودفعتهم إلى استعراض غضبهم في الشارع ضد إسرائيل والحكومات العربية التي اتهموها بـ "منع الشعوب من نصرة غزّة".
وظهر في الصفوف الأمامية للمسيرة، أعضاء بارزون من الحزب الإسلامي "حركة مجتمع السلم"، وعشرات المناضلين من "جبهة الإنقاذ" الذين رفعوا شعارات عرفت بها "الجبهة" مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وكان المتظاهرون متوجهون إلى "ساحة أول ماي" ومنها إلى شوارع قلب العاصمة حيث يوجد قصر الحكومة وأهم الوزارات. وقطع العشرات من رجال الأمن طريق المسيرة بمجرد اقترابها من "ساحة أول ماي". ودخل مؤطرو المظاهرة في مفاوضات مع ضباط الأمن علهم يسمحون لهم بالتقدم من وسط العاصمة، واجتهدوا في إقناعهم بأن المسيرة سلمية لكن بدا أن ضباط أمن العاصمة تلقوا تعليمات صارمة بضرورة وقف المسيرة. وعاد المتظاهرون أدراجهم وهم غاضبون.
يشار إلى أن هذه المظاهرات هي الأولى في العاصمة منذ أكثر من سبع سنوات، حيث منعت السلطات بنص السير في العاصمة منذ المظاهرات الحاشدة التي نظمها عروش منطقة القبائل، التي خلفت قتلى ودمارا كبيرا في المرافق العمومية والأملاك الخاصة.
وكانت أحزاب "جبهة التحرير الوطني" "والتجمع الوطني الديمقراطي" و"مجتمع السلم"، نظمت تجمعات داخل قاعات الرياضة بالعاصمة نددت بالعدوان، شارك فيها الآلاف من الأشخاص.
وفي سياق متصل، هدد تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، إسرائيل بالثأر لسكان غزّة. وذكر البيان:"أبشروا معشر اليهود بما يسوءكم فإن المجاهدين حماة الدين والأرض والعرض سيثأرون بإذن الله لقتلاهم في غزّة ولو بعد حين".
وجاء في البيان الذي وقعه زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال دعوة للجهاد في فلسطين، ومن بين ما ذكره:"يا ملايين الأمة الإسلامية إن لم تكن هذه الجريمة مناسبة لرفع السلاح اليوم فمتى تجاهدون؟. يا علماء الدين إن لم تكن هذه فرصتكم للإفتاء بالجهاد فمتى تفتون؟