"إذا كانت الأسرة هى البيئة الاجتماعية الأولى التى يعيش فيها الإنسان منذ صغره فإن مختلف الجماعات التى ينتمى إليها الفرد تشكل البيئة الاجتماعية الثانية التى يحيا فيها الإنسان. وقد تدعم هذه الجماعات ما تبنيه الأسرة وقد تهدمه وتعطل تأثيره ، وقد تعوض الجماعة الفرد عن مشاعر الحرمان العاطفى وعدم التقبل أو افتقاد الشعور بالأمن"(1). وهناك أسباب فى تعاطى المخدرات تعود للمجتمع ومنها :
1- توفر مواد الإدمان عن طريق المهربين والمروجين :
ويعتبر هذا العامل من أهم العوامل التى تعود للمجتمع والتى تجعل تعاطى المخدرات سهلاً وميسوراً بالنسبة للشباب ويرجع ذلك إلى احتواء كل مجتمع من المجتمعات على الأفراد الضالين الفاسدين والذين يحاولون إفساد غيرهم من أبناء المجتمع ، فيقومون بمساعدة غيرهم من أعداء الإسلام بجلب المخدرات والسموم وينشرونها بين الشباب .
2- وجود بعض أماكن اللهو فى بعض المجتمعات :
هناك بعض أماكن اللهو فى بعض الدول تعتمد أساساً على وجود المواد المخدرة والمسكرة من أجل ابتزاز أموال روادها ولا يهتم أصحابها سوى بجمع المال بصرف النظر عن الطريقة او الوسيلة المستخدمة فى ذلك .
3- العمالة الأجنبية : إن عمليات التنمية فى دول الخليج تتطلب الاستعانة ببعض العمالة والخبرات الأجنبية وهذه العمالة تأتى أحياناً وهى محملة بخيراتها وسيئاتها متمثلة فى محاولة البعض إدخال بعض السموم والمواد المخدرة إما بغرض متعتهم الخاصة أو بغرض الكسب المادى من وراء ذلك .
4- الإنفتاح الاقتصادى :
يحاول بعض ضعاف النفوس من أفراد المجتمع استغلال الإنفتاح الاقتصادى استغلالاً سيئاً فبدلاً من قيامهم باستيراد السلع الضرورية لأفراد المجتمع يقومون بالاتجار وتهريب المخدرات بطرق غير مشروعة لكونها تحقق لهم أرباحاً كبيرة وبأقل مجهود .
5- قلة الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام المختلفة :
أجهزة الإعلام فى بعض الدول العربية الإسلامية وخاصة التليفزيون قد ابتليت بظاهرة خطيرة وهى المبالغة فى طول ساعات الإرسال والتفاخر بطول مدة الإرسال ، غير أن قدرة هذه الأجهزة الفنية قاصرة على ملئ هذه الساعات الطويلة بالإنتاج الإعلامى المحلى أو الغربى أو الإسلامى فيحدث المحظور وهو الالتجاء إلى أجهزة الإعلام الغربية من أفلام وأشرطة من قيم متضاربة مع القيم الإسلامية لكى يحقق أهدافه المرسومة ضد الأمة الإسلامية وبالأخص شبابها محاولاً بذلك هدم العنصر الأساسى من عناصر القوة والتنمية وهم الشباب .
6- التساهل فى استخدام العقاقير المخدرة وتركها دون رقابة :
قد يكون التساهل فى استيراد بعض الأدوية والعقاقير المخدرة اللازمة للاستخدام فى المستشفيات دون تشديد الرقابة عليها من قبل وزارة الصحة فى المجتمع سبب من أسباب استخدامها فى غير الأغراض الطبية التى خصصت لها ، هذا بالإضافة إلى أنه قد تدخل هذه العقاقير تحت أسماء مستعارة وبطريقة نظامية ، كما أنها قد تدخل بطريقة غير نظامية مما يؤدى إلى انتشارها وتداولها بين الشباب .
7- غياب رسالة المدرسة :
ويقع ذلك على عاتق المربين والمسئولين عن وضع المناهج التعليمية والتى يجب أن تتضمن أهداف واضحة تجعل الفائدة منها جيدة من حيث توضيح ما ينبغى إتباعه من فضائل وما يجب تجنبه من خبائث ورذائل .
وهكذا يتضح لنا العديد من العوامل التى تدفع إلى تعاطى المخدرات حيث تم التطرق إلى عدد من العوامل ومن هنا يمكننا القول بأن هذه المشكلة ليس سببها الفرد فقط بل يشارك فى ذلك الأسرة والمجتمع الذى يعيش فيه .