تجار المخدرات يشنون حربا على الجزائر بتواطؤ المغرب

تشير العديد من المؤشرات في قضية ترويج المخدرات بالجزائر، أن هذه السموم مصدرها رقم واحد هو المملكة المغربية، التي تحاول نفي هذه الحقائق عنها من خلال ما تحاول بعض وسائل الإعلام المغربية المحسوبة على الدولة إقناع الرأي العام بجهود قواتها الأمنية في مكافحة ظاهرة المخدرات والقبض على المهربين الذين تتهم أنهم يدخلون من الجزائر، لكن الواقع الكائن عبر شريطنا الحدودي لا سيما الجنوب غربي، يُبيّن أن هناك تواطؤ كبير بين قوات الأمن المغربية مع تجار المخدرات، حيث يُسمح لهم دخول الجزائر ثم العودة للأراضي المغربية بكل سهولة عندما يدخلون في اشتباكات مسلحة مع قوات حرس الحدود التابعة للدرك الوطني·

أزيد من 15 طن من الكيف المعالج تم حجزها خلال الثلاثي الأول فقط من سنة ،2009 بينما كانت لا تتجاوز 5 أطنان خلال نفس الفترة من السنة الماضية هي 85 بالمائة من مجمل القضايا عالجتها وحدات حرس الحدود، كما استرجعت هذه الأخيرة 16 سيارة وأسلحة ثقيلة وأجهزة هواتف نقالة منها هواتف من نوع ثريا وأجهزة “جي·بي·آس” وكميات معتبرة من السجائر· وحسب العقيد جمال زغيدة رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني فإن هذه المحجوزات لا سيما الأسلحة النارية التي لجأ مروجو المخدرات إلى اقتنائها بغرض مواجهة وحدات حرس الحدود في حالة اكتشاف أمرهم، تعكس عدوانية تجار المخدرات وتصميمهم على التعامل مع أجهزة وحدات حرس الحدود بكل الوسائل الغير المشروعة ومواجهتهم باستخدام أحدث وأثقل الأسلحة على غرار الرشاشات والكلاشينكوف و”الأف·مي”، محاولين اختراق المخطط الأمني الردعي والدفاعي لوحدات حرس الحدود الذي أعدّته قيادة الدرك الوطني من أجل التصدي لهؤلاء· وفي هذا الصدد أنشأت قيادة الدرك الوطني 154 مركز حدود مؤخرا·

مخدرات وأسلحة ثقيلة وسيارات ''تويوتا ستايشن''

بينت التحقيقات في القضايا التي عالجتها وحدات الدرك الوطني لا سيما وحدات حرس الحدود، أن تجار المخدرات كانوا يستعملون في نقل سلعتهم أربعة سيارات من نوع “تويوتا ستايشن” في كثير من الأحيان تكون معبأة بالمخدرات ويجلبون سيارة أخرى من نفس النوع احتياطيا لتقلهم في حالة اكتشاف أمرهم من طرف حرس الحدود نحو الأراضي المغربية ويتخلون عن سلعتهم، وهذا ما كلّفهم خسائر معتبرة، لذلك قرروا الدخول في مواجهات وجها لوجه مع وحدات حرس الحدود التي تضمن حراسة وتأمين حدودنا الوطنية خاصة الجنوب غربية مع المملكة المغربية، وهنا غيروا خطتهم فأصبحت كل سيارة تحمل مخدرات أصحابها وسائقوها كلهم مزودين بأسلحة نارية ذات العيار الثقيل، يطلقون النار بدون هوادة على وحدات حرس الحدود، وذلك حتى يتفادوا أكبر قدر ممكن من الخسارة· وفي هذا السياق قال العقيد زغيدة أن تجار المخدرات لجأوا إلى وسائل أعنف من ذي قبل، وقوات حرس الحدود وغيرها من القوات الساهرة على حماية حدودنا تتصدى لهم أيضا بدون هوادة، لكن هذا الأسلوب خلق تهديدا لأمن الدولة وكذلك على عناصر المخطط الأمني عبر شريطنا الحدود في هذه المنطقة·

سيارات معبأة بالمخدرات تدخل من التراب المغربي!

في إطار مكافحة الجريمة العابرة للحدود لا سيما المتاجرة بالمخدرات، وضعت قيادة الدرك الوطني مخططا أمنيا على شكل “كمائن”، ويتكون من عناصر حرس الحدود رقم 10 بحاسي خبي وكذا عناصر سرية الأمن والتدخل وعناصر حرس الحدود رقم 105 على مستوى المسالك التي من المفترض أن ينقل عبرها تجار المخدرات سلعتهم، وعلى إثر هذا المخطط رصدت هذه الوحدات بتدعيم من وحدات المجموعة الولائية للدرك ببشار بتاريخ 21 مارس 2009 في حدود الساعة السادسة صباحا ثلاثة سيارات من نوع “تويوتا ستايشن” في بالمكان المسمى “جبل براحيل” ببلدية تابلبالة قادمة من الحدود الجزائرية المغربية نحو التراب الوطني، فتم تشكيل مخطط أمني من طرف الجنود، وأطلقوا النار على هؤلاء بعد أن رفضوا الخضوع لأمر التوقف وفقا للقانون، فتم تعطيل سيارة وتوقيفها فيما تمكنت سيارتين من الفرار نحو وجهة مجهولة تاركين وراءهم 3 أطنان و90 كيلوغرام من الكيف المعالج· وأسفرت عملية البحث عن توقيف مهرب آخر يتعلق الأمر بشخص يبلغ من العمر 35 سنة متزوج وأب لطفلين يقطن ببرج باجي مختار بدون مهنة والعثور أيضا على جهاز ثريا وحجز سيارة من نوع “تويوتا ستايشن” وجهاز هاتف من نوع نوكيا 2610 مع شريحة·

دراجات نارية محملة بالأسلحة بالمخدرات قادمة من المغرب!

بتاريخ 22 مارس 2009 نصبت وحدات حرس الحدود رقم 101 ومجموعة حرس الحدود رقم 10 بحاسي خبي بقيادة نقيب قائد سرية الأمن والتدخل، كمينا بالمكان المسمى “وادي خيمات” فشاهدوا قدوم 6 دراجات نارية قادمة من المغرب، ثم شرعوا في إطلاق النار، وعلى إثر الاشتباكات تعرض دركيين لجروح بليغة أسفرت عن وفاة أحدهما في عين المكان وآخر لقي حتفه صباح أمس بمستشفى عين النعجة، فيما تمكن هؤلاء من الفرار نحو الحدود الجزائرية المغربية على بعد كيلومتر من مكان الاشتباك·

كيف يهرب من المغرب إلى موريتانيا عبر الجزائر

بتاريخ 22 مارس 2009 في حدود الساعة السادسة النصف صباحا رصدت وحدات حرس الحدود رقم 113 مدعمة بوحدات رقم 111 ومجموعة حاسي ناقة رقم ،11 أربعة سيارات من نوع “تويوتا ستايشن” قادمة من التراب المغربي يعبرون التراب الوطني متجهين نوح موريتانيا، وبالمكان المسمى “قلب الحديد” وفي كمين عسكري بعد تتبع آثار السيارات، تم اكتشاف سيارة معطلة محملة بـ 1 طن و700 كيلوغرام من الكيف المعالج، في حين واصلت السيارات الثلاث مسارها نحو التراب الموريتاني·

13 قنطار من الكيف على متن تسعة أحمرة!

أما بتاريخ 21 مارس 2009 في حدود الساعة العاشرة والربع ليلا، وفي كمين نصبته وحدات حرس الحدود رقم 252 بالقصدير بالمكان المسمى “جنان المرير”، تم استرجاع 5 أحمرة تم التخلي عنها من طرف مهربي المخدرات محملة بـ 10 قناطير من الكيف، وبعد مواصلة البحث تم العثور على 4 أحمرة أخرى تحمل 3 قناطير أخرى من الكيف و40 كيلوغرام·

154 مركز حرس حدود، طائرات هيلكوبتر وكلاب مدربة لتأمين الحدود

وذكر العقيد زغيدة أمس، أنه بالنظر إلى الخطر الذي أصبحت شبكات ترويج المخدرات تشكله على أمن الدولة والمخطط الأمني لوحدات الدرك الساهرة على حراسة الحدود، استدعى الأمر مضاعفة مراكز المراقبة بإنشاء 154 مركز حرس حدود، تقريب مراكز الحدود أكثر من النقاط الحدودية لقطع أية صلة بين سكان تلك المناطق وعناصر تلك الشبكات التي في كثير من المرات تعتمد على مساعدات ودعم السكان، إلى جانب مضاعفة وسائل العمل لا سيما الكلاب المدربة للكشف عن المخدرات، مضاعفة فصائل الأمن والبحث والتدخل التي تتوفر على إمكانيات وقدرات عالية في التحري والبحث والتحقيق وتحليل المعطيات وربط المعطيات المتحصل عليها من طرف المهربين الموقوفين، حيث من منطلق تلك المعطيات يتم تحديد الإجراءات والتدابير الضرورية بتحديد مسالك والوسائل المستعملة من طرف تجار المخدرات، وبالتالي يكون التصدي لهم في وقته وبوسائل مناسبة، ناهيك عن وضع مراكز ثابتة وأخرى متحركة تضمن التغطية الأمنية في حالة تحرك العناصر الأخرى، ويتم كل هذا بالاستعانة بالوسائل الجوية خاصة طائرات “الهليكوبتر” وفي الأخير أشار المتحدث أن كل عمليات الحجز التي تمت لم تكن صدفة أو عشوائية بل جاءت بناء على المعلومات والتدابير المتخذة والخطط المدروسة مما يعني أن المخطط الأمني الحالي عبر شريطنا الحدود من الصعب اختراقه دون اكتشاف أمر تجار أو عابري أو مستعملي محور الجنوب المطل على دول الساحل الإفريقي·

حجز 15 طن من الكيف المعالج خلال ثلاثة أشهر

حجزت وحدات الدرك الوطني 15 طن و395 كيلوغرام و57 غرام من الكيف المعالج خلال ثلاثة أشهر الأولى من سنة 2009 منها 13 طن و18 كيلوغرام و45 غرام من ذات المادة حجزتها وحدات حرس الحدود، ومن المتوقع أن ترتفع هذه الكمية المحجوزة في نهاية السنة إلى 60 طنا، كما تم استرجاع 2 أسلحة من نوع “أف·أم· بي·كا” و4 أخرى من نوع “بي·أم·أ·كا” سنة ·2008

لا ضغينة الحق يقال مع احترامي لاخواننا في المغرب شعب واحد مستقبل واعد

» المخدرات في الجزائر
» الجزائر تستضيف ورشة دولية لمراقبة المخدرات
» تهريب المخدراتفي المغرب العربي
» المخدرات
» المخدرات عند الشباب